ضحية لصوص الطيران- سرقة في الظلام وعبرة للمسافرين

المؤلف: خالد السليمان11.07.2025
ضحية لصوص الطيران- سرقة في الظلام وعبرة للمسافرين

لم يخطر ببالي قط أن أكون يوماً فريسة لسارقي رحلات الطيران، أولئك الذين ينتهزون فرصة حلول الظلام وغفوة المسافرين في الرحلات الطويلة لينقضوا على ممتلكاتهم الشخصية. والأدهى أنني لطالما حذرت المقربين مني من هؤلاء اللصوص، بل وقبل الإقلاع في هذه الرحلة تحديداً، نبهت رفيق سفري إلى ضرورة الانتباه لأشيائه الثمينة، ولكن شاء القدر أن أكون أنا الضحية!

في الغالب، لا أحمل معي سيولة نقدية كبيرة، فقط مبلغ يسير تحسباً لأي طارئ أو عطل في وسائل الدفع الإلكتروني. لحظة اكتشافي لضياع هذا المبلغ المتواضع من حقيبتي، انتابني شعور بالمرارة رغم ضآلة المبلغ، وتخيلت حال المبتعثين أو المغتربين أو المهاجرين، فبالنسبة لهم، كل مبلغ مهما كان ضئيلاً، يمثل قيمة عظيمة!

استرجعت في ذاكرتي حكايات صديقي الطيار الذي غالباً ما يسرد لي قصصاً عن إمساكه بركاب متلبسين بالسرقة على متن الرحلات التي يقودها، وآخرها كانت قصة راكب "ترانزيت" تم القبض عليه الأسبوع الفائت وهو يعبث ببعض الحقائب مستغلاً فترة إطفاء الأنوار ونوم الركاب. وعلى الفور، أرسلت له رسالة نصية مازحة، أخبرته فيها بأنني سقطت في براثنهم رغم كل الاحتياطات، ويا لها من مفارقة مبكية مضحكة في آن واحد!

تساءلت أمام رفيق الرحلة: ألا يفكر هؤلاء اللصوص في العواقب الوخيمة لجرائمهم على المسافرين البسطاء، كالطلاب المبتعثين والعمال المغتربين والمهاجرين الذين تمثل لهم هذه الأموال المسروقة شريان حياة لتنظيم شؤونهم المعيشية وتلبية ضرورياتهم الأساسية؟! فأجابني قائلاً: إنهم لصوص عديمو الإحساس، متجردون من أي شعور إنساني، ولا يعبؤون بمثل هذه الأمور!

مع أنني ممن ينطبق عليهم المثل القائل "الحذر لا يمنع القدر"، إلا أن الواجب يحتم عليّ ألا أقع في نفس الخطأ مجدداً، وأن أكون أشد حذراً في المرة القادمة. ومن واجبي أيضاً أن أستمر في نشر الوعي وتبادل الخبرات، وأن أشارككم تجربتي الشخصية هذه، عسى أن تكون فيها عبرة ومنفعة للآخرين!

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة